“المستشفيات” تخوض معركة مع حفلة الجنون التي يشنها العدو، والوضع تحت السيطرة.
“النهار”
منذ ساعات صباح امس، يواصل الجيش الإسرائيلي جنونه بالقصف المستمر على القرى والمناطق الجنوبية، ما أدى إلى استشهاد 356 شخصا في حصيلة سجلت في ساعة متقدمة من الليل، وعدد كبير من الجرحى.
في المقلب الآخر، تحاول المستشفيات أن تخوض معركتها مع جنون القصف والإجرام منذ نحو أسبوع، إذ شهد الأسبوع الماضي 3 ضربات قاسية جعلت من المستشفيات ساحة مفتوحة شاهدة على إصابات عميقة في العيون والبطن والأطراف. مشاهد الدماء والإصابات المعقدة تلقفها الجسم الطبي بمختلف اختصاصاته لتضميد الجروح القاسية.
لكن اليوم، كان للبنان موعد مع حفلة جنون أخرى، وتنوعت الإصابات بين حرجة ومتوسطة، وكما يقول نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ”النهار”: “إنها الحرب والإصابات الناتجة عن القصف اليوم تندرج ضمن إصابات الحروب”.
ومع ذلك، يؤكد هارون أن “المستشفيات ما زالت قادرة على استيعاب أعداد الجرحى المستمر والمتزايد، فالصدمة الأولى تلقتها المستشفيات في النبطية وصور وصيدا، وفي حال لم تعد قادرة على الاستيعاب سينقل الجرحى إلى مستشفيات جبل لبنان وبيروت. إن المستشفيات جميعها متأهبة ومستنفرة لتلقي الحالات الطارئة في ظل الوضع الراهن”.
وعن أنواع الإصابات، يشير إلى أنها تتراوح بين حرجة وبسيطة، وهذا شيء متوقع عندما نكون في حالة حرب حيث نشهد على إصابات مختلفة ومتعددة. ولكن حجم الإصابات اليوم ودرجاتها تختلف عن الإصابات الناتجة عن تفجير “بايجرز” التي كانت متعددة في 3 أماكن في جسم الإنسان الواحد.
أما الخوف اليوم، وفق هارون، أن يستمر القصف الجوي بهذا الشكل لمدة أيام وأسابيع متواصلة، وعندها سنكون أمام مشكلة حقيقية. لكن في حال بقي الوضع على ما هو عليه لليومين المقبلين فالمستشفيات قادرة على الاستيعاب والتعامل مع هذه الحالات، خصوصاً أن مستشفيات جبل لبنان وطرابلس ما زالت قادرة على استقبال الحالات.
إذاً، الوضع الاستشفائي في لبنان ما زال تحت السيطرة، وكما يقول النقيب هارون: “سنعيش كل يوم بيومه، وعندها لكل حادث حديث”.